GuidePedia

0

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
وبعد:
أسماء الله تعالى بين الصحيحة الثابتة والمكذوبة الشائعة
توطئة:
قال الله تعالى: " وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا "، فوصف الله تعالى أسماءه بالحسنى و للحسن طمأنية في القلب وانشراح في الصدر وروعة وجمال في المظهر، ولذا لا يصح أن نقول أن الضار أو المذل من أسماء الله تعالى، فأسماء الله  تعالى حسنى جليلة كما قال تعالى عن نفسه: " تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ "، فوصفها بالجلال والرفعة والكمال، ولذلك لا يمكن أن يكون في أسماء الله تعالى اسمًا إذا أُضيف دل على الجلال والكمال وإذا أُفرد دل على النقص، مثال: اسم الضار فهذا لم يثبت في القرآن أو السنة الصحيحة أنه اسم لله وكذلك لا يصح أن نسمي الله تعالى به؛ لأننا لو أفردناه فإنه سيصبح ناقصًا، فالضرر نوع من أنواع النقص وليس من أنواع الكمال، ولا يصح أن نسمي الله تعالى باسم إذا أًفرد دل على النقص.
فالله تبارك و تعالى قال: " تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ "، وللجلال ركنان هما: الكمال والجمال، فإذا اجتمع الكمال مع الجمال ظهر الجلال، وهذا لا يكون بأي حال إلّا لله عز وجل.
 
تصحيح خطأ شائع بخصوص أسماء الله تعالى:
بحسن نية يظن كثير من المسلمين أن أسماء الله هي تسعة وتسعون فقط كما جاء في الحديث الصحيح: " لله تسعة وتسعون اسمًا من حفظها دخل الجنة" ، " وفي رواية: من أحصاها".
فيظنون أن أسماء الله هي تسعة وتسعون فقط، وهذا خطأ إذ أن أسماء الله لا يحصيها أحد، بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "..أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري". إذن فأسماء الله تعالى أكثر من تسعة وتسعين وأشمل من أن يحصيها إنسان.
أما بخصوص التسعة وتسعين اسمًا المشهورة فهي زيادة ضعيفة على الحديث كما أنها لا تصح كلها أن تكون أسماء لله تعالى كاسم "الخافض المعز المذل العدل الجليل الباعث المحصي المبدئ المعيد المميت الواجد الماجد الوالي المقسط المغنى المانع الضار النافع الباقي الرشيد الصبور"؛ لأنها أفعال وأوصاف لا يصح الاشتقاق منها، ولا تسمية الله تعالى بها.

فالأسماء يجوز ويصح أن نأخذ من الأسماء صفات ولا نأخذ من الصفات والأفعال أسماء، فمثلًا نقول: الرحيم هو اسم من أسماء الله تعالى سمى به نفسه ونشتق منه صفة الرحمة، ولا يجوز أن نشتق من الصفات أسماء لم يسم الله بها نفسه ولم يسمه به نبيه صلى الله عليه وسلم، كأن نقول من صفات الله تعالى المكر كما قال الله تعالى:" ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"، ولكن لا يجوز أن نسمي الله تعالى بالماكر أو المكار اشتقاقًا من الآية، وكذلك من صفاته المنتقم ولكن لا يجوز أن نسميه بالمنتقم.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: " والله سبحانه تعرف إلى عباده من أسمائه وصفاته وأفعاله بما يوجب محبتهم له، فإن القلوب مفطورة على محبة الكمال ومن قام به، والله سبحانه وتعالى له الكمال المطلق من كل وجه الذي لا نقص فيه بوجه ما،  وهو سبحانه الجميل الذي لا أجمل منه بل لو كان جمال الخلق كلهم على رجل واحد منهم وكانوا جميعهم بذلك الجمال لما كان لجمالهم قط نسبة إلى جمال الله، بل كانت النسبة أقل من نسبة سراج ضعيف إلى حذاء جرم الشمس {ولله المثل الأعلى}، وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله " إن الله جميل يحب الجمال " عبد الله بن عمرو بن العاص وأبو سعيد الخدري وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمر بن الخطاب وثابت بن قيس وأبو الدرداء وأبو هريرة وأبو ريحانه رضي الله عنهم ".

الخاتمة:
وعمومًا ولمن أراد الأجر والسلامة فعليه أن يلتزم بالأسماء التوقيفية أي التي سمى الله تعالى بها نفسه أو سماه بها نبيه صلى الله عليه وسلم فقط؛ مثل: الرحمن والرحيم والملك والقدوس والسلام.. إلخ.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا
كتبه/ تيسير محمد تربان " أبو عبد الله".
فلسطين / غزة
الإثنين 3/12/2018م



إرسال تعليق

 
Top