GuidePedia

0
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على قائد المجاهدين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد:

الجهاد هو الحل الشرعي والخيار الميداني لدحر المحتلين وإقامة الدين

قال تعالى:" وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى.. " إذن فالفعل الوحيد الذي يجعل الكفار يرضون عن المسلمين هو تركهم لدينهم والخروج منه واتباعهم على كفرهم والعياذ بالله.

 إذا كان هذا حال الكفار المسالمين، فكيف بالكفار الغزاة !؟
 ولذا من ظن أن الغزاة الكفار  سيرضون عنه بمجرد تركه قتاله لهم، وسلوكه طرقًا سلمية معهم ليردوا له حقوقه فهو ساذج وواهم، وهنا نقول: إن الخيار الرباني الذي أمرنا الله به للتخلص من الغزاة الكفار هو قتالهم وقتلهم، قال الله تعالى:  وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ .. "، لذا لا يجوز أن نذل لهم ونستكين وهم يسرحون ويمرحون في بلاد المسلمين، يقتلون ويأسرون و يفسدون وينهبون، فكل من ترك قتالهم فقد وقع في وعيد الله تعالى القائل:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ، أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ، فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ* إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا، وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ".
إننا اليوم نعيش في مرحلة استأسد فيها الغزاة الكفار علينا فاحتلوا بلادنا ونهبوها ودمروها، ولا خيار أمامنا لدحرهم والتخلص من شرورهم إلا بالجهاد في سبيل الله، فلن تستقيم لنا حياة ولن يصلح لنا حال إلا بدحرهم وطردهم من ديارنا والتخلص منهم، وإن ذلك يسير على من يسّره الله عليه، وإن ذلك اليسر لا يحصل إلا بطاعة الله والتزام أوامره والتوكل عليه، فهو القائل: "وكان حقًا علينا نصر المؤمنين" فمتى آمنّا بالله إيمانًا عمليًا بصدق وإخلاص كتب لنا النصر المؤزر حتمًا، فإنه تعالى لا يخلف وعده.

دفع العدو الصائل فريضة شرعية يأثم تاركها
اعلم أخي المسلم أن الذي أمرك وكلفك بالنفير للجهاد والقتال ضد الغزاة المحتلين هو الله تعالى وليس أحد من البشر، ولذا أحذرك أن تخالف أمره فتقع في معصيته وتنال عقابه، قال تعالى:" وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا" و قال صلى الله عليه وسلم:".. وإذا استنفرتم فانفروا". وأي واقع يدعو للنفير أكثر من الذي يعيشه المسلمون اليوم !!؟

مأساة مسلمي بورما ووجوب نصرتهم
إن ما يحدث لإخواننا المسلمين الروهنجيا في ولاية أركان غرب بورما - ميانمار- من إبادة و قتل بالحرق والأسلحة البيضاء والرشاشة ومطاردة وتشريد وتهجير وحرق لقراهم بأكملها إنما هو جزء من حرب الكفار على الإسلام وأهله قال تعالى:" وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيد".
حتى الصهاينة يشاركون في المجازر والإبادة بحق المسلمين الروهنجيين  فلقد صرّحت صحيفة هآرتس الصهيونية أن: إسرائيل ساهمت في تصفية مسلمي الروهنجيا بتزويد ميانمار بالأسلحة .
حيث قالت: إن شحنة الأسلحة شملت رشاشات ثقيلة وسفنا حربية من إنتاج مصنع (رامتا)، حيث وصلت السفن بمرافقة سفن حربية إسرائيلية متطورة من طراز (دبورا3)”.. فيما نشر سلاح البحرية الميانماري صورا تظهر عدة سفن وزوارق حربية إسرائيلية في طريقها لشواطئ ميانمار.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من المقرر إرسال شحنتي أسلحة إضافيتين خلال الفترة المقبلة، وذلك تنفيذا لصفقة وقعت مع بورما بتكلفة عشرات ملايين الدولارات، لافتة إلى أن قائد سلاح الجو الميانماري زار إسرائيل مرتين خلال الخمسة أعوام الماضية ووقع على صفقات أسلحة.
أ –هـ.



مأساة مسلمي تركستان الشرقية ووجوب نصرتهم
وفي تركستان الشرقية لازالت الصين تصعّد هجماتها وتشدد إجراءاتها بكل عنف وشراسة ضد المسلمين، فمن القتل إلى الأسر إلى التفكيك الاجتماعي والتذويب وذلك لفرض تغييرات سكانية هدفها تشتيت المسلمين وبعثرتهم، وذلك لإضعافهم وإجبارهم على ترك دينهم.
 ولايزال المسلمون يتابعون بكل أسف وغضب ما تفعله الحكومة الصينية من تطاول على الإسلام وأهله علنًا، فتمنعهم من الصيام وتجبرهم على بيع المحرمات كالخمور وغير ذلك الكثير، وهذا في تحد صريح واستفزازي للمسلمين في كل مكان، ولقد أخبر ربنا تعالى واصفًا هذا الواقع وأمثاله بقوله: "وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ...". ولهذا فإن الجهاد اليوم واجب على كل قادر ومن تركه فقد وقع في معصية الله وغضبه.


همسة وتنبيه
أخي المسلم: ألا ترى كيف تكالب الكفار واجتمعوا من كل حدب وصوب لاجتياح بلاد المسلمين وإفساد دينهم وبلادهم ؟ ألا ترى كيف اجتاحوا البلاد وقتلوا العباد وانتهكوا الأعراض ؟ ألا ترى ما حلّ بالمسلمين من تقتيل وتشريد في أفغانستان وفلسطين والعراق والشام.. إلخ ؟ ماذا ستقول لله تعالى عندما يسألك عن خذلانك لهم وعدم نفيرك للجهاد  لنصرتهم والدفاع عنهم ؟


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى


"وأما قتال الدفع فهو أشد أنواع دفع الصائل عن الحرمة والدين فواجب إجماعاً؛ فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه، فلا يشترط له شرط بل يدفع بحسب الإمكان ".أ – هـ


والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل

كتبه الباحث في الشؤون الشرعية والسياسية
تيسير محمد تربان
أبو عبدالله
فلسطين ، غزة
23-10-2017م









إرسال تعليق

 
Top