GuidePedia

0
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا".
وبعد:

كيف نتعامل مع داعش في ظل المتغيرات الحالية ؟

توطئة
منذ انطلقت فرقة الخوارج الإجرامية وخطرها داهم على الأمة، فمِن إفسادهم في الدين إلى إفسادهم في الدنيا، ومن تكفيرهم للمسلمين إلى قتلهم وإهلاك الحرث والنسل، ولشدة خطرهم على دين المسلمين ودنياهم حذرنا نبينا صلى الله عليه وسلم منهم أشد التحذير، بل وأمرنا بقتالهم وقتلهم، حتى أنه قال محرضًا ومشجعًا على قتالهم وقتلهم: " هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَقَتَلُوهُ يَدْعُونَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَلَيْسُوا مِنْهُ  فِي شَيءٍ مَنْ قَاتَلَهُمْ كَانَ أَوْلَى بِاللَّهِ مِنْهُمْ "(1)، وفي حديث آخر: " لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ "(2). ولقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله اتفاق العلماء على قتالهم حيث قال: " وهؤلاء-الخوارج- قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بمن معه من الصحابة واتفق على قتالهم سلف الأمة وأئمتها ".

داعش وخطرها على الأمة ودينها
إن مِن أخطر ما جلبه خوارج العصر متمثلين في داعش اليوم، هو تكفير المجاهدين في سبيل الله بدون مكفر، واستحلال واستباحة دمائهم وأموالهم.
 حيث إن تكفير داعش للمجاهدين واستحلالها واستباحتها لدمائهم وأموالهم،  أدى تدريجيًا لاستسهالهم الاستعانة بالكفار المعتدين على المجاهدين المدافعين عن الأمة ودينها وبلدانها، وذلك لأنهم  وبحسب معتقدهم الفاسد يرون أن هذه الاستعانة هي من باب الاستعانة بالكفار ضد الكفار، وهذا إن دل فإنما يدل على جهلهم وفساد فكرهم وتفكيرهم، ولقد أصبحت داعش اليوم تتبنى هذا في كثير من ساحات الجهاد.
كما أن مِن المخاطر التي تسببت بها داعش تدريجيًا للأمة الإسلامية أنها بتكفيرها للمجاهدين المسلمين واستحلالها لدمائهم فتحت الطريق لثلة من المجرمين أن يقودوها ويبعدوها أكثر فأكثر عن الأمة ومجاهديها، حتى باتت سيفًا مسلولًا في يد الكفار على رقاب الأمة الإسلامية، يستخدمونه متى شاءوا لضربها وقتالها وقتلها، حتى إنها باتت دمية في يد مجرمي الثورات المضادة وأسيادهم من الأمريكان والروس.
وفي الخوارج  المتمثلين بداعش في أيامنا هذه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‏"يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الْأَسْنَانِ ‏سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ،‏ ‏يَمْرُقُونَ ‏مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا ‏يَمْرُقُ ‏السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ، لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" . (3)
وهم المارقة الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا – يعني نسله - قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنْ الرَّمِيَّةِ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ ، لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ" .(4)
قال الإمام محمد بن الحسين الآجريّ رحمه الله: " لم يختلف العلماء قديماً وحديثاً أنَّ الخوارج قوم سوء، عصاة لله عز وجل ولرسوله -صلى الله عليه وسلم-، وإن صلوا وصاموا، واجتهدوا في العبادة، فليس ذلك بنافع لهم، وإن أظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وليس ذلك بنافع لهم، لأنهم قوم يتأولون القرآن على ما يهوون، ويموهون على المسلمين. (5)

وجوب قتال داعش وتخليص الأمة من جرائمها
ولذا فإنني أحرّض المجاهدين في كل العالم على مواصلة جهادهم ضد داعش الإجرامية حتى القضاء عليها عسكريًا، فإن تخليص الأمة منها ومن شروها أصبح من أوجب الواجبات، فلقد بات من الصعب التعايش معها وهي تغدر بالأمة ومجاهديها  وتطعنهم من الخلف كلما سمحت لها الفرصة، حتى أنها أضرّت بالأمة الإسلامية وجهادها واستنزفتها، ولازالت تعيث في الأرض فسادًا، ولذا لا حل للتخلص منها إلا بما أمرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم ألا وهو قتالها وقتلها قتل عاد و اجتثاثها.
والله من وراء القصد
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

1-رواه الإمام أحمد وأبو داود وغيرهما
2-رواه البخاري ومسلم وغيرهما
3-رواه البخاري ومسلم
4-رواه البخاري ومسلم
5- كتاب الشَّرِيعَةِ للإمام الآجُرِّيّ

كتبه: الباحث في الشؤون الشرعية والسياسية
تيسير محمد تربان
فلسطين . غزة
29-10-2017م

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏‏أشخاص يقفون‏، و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ و‏طبيعة‏‏‏


إرسال تعليق

 
Top