تطورات العقيدة القتالية عند
الشعب والجيش الصهيوني
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده
ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا
مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
وبعد:
انطلاقا من حبي لديني
وأمتي أكتب هذه الصفحات راجياً المولى عز وجل أن ينفع بها أمة الإسلام،والتي لطالما
انتظرت بزوغ فجر غير الذي ولدت فيه وعاشته رغماً عن أنفها منذ عقود من الزمن، أكتب
محذراً من خطر يزداد يوماً بعد يوم، ألا وهو خطر المتدينين الصهاينة وتبنياتهم
العقائدية والفكرية عموماً والقتالية خصوصاً، والتي تسير بسرعة نحو الأكثر حقداً
وبغضاً للإسلام وأهله،كما سأبين-بإذن الله- مدى إقبال الشعب اليهودي على تلك
العقائد العنصرية الحاقدة، سائلاً المولى عز وجل أن يوفقنيوكل المسلمين لما يحبه
ويرضاه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
عناصر
الموضوع خمسة وهي:
أولاً: التوطئة.
ثانياً: اغتصاب فلسطين:
مقدمات تاريخية وموضوعية وعقدية.
ثالثاً: البنية العسكرية والأمنية
للجيش الإسرائيلي – ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.
رابعاً: دور الجهاد العالمي
في أزمات دول المركز.
خامساً: مصير إسرائيل بين
التدافع الإنساني واللحظة العقدية.
المـــــوضـــــــــــــــــــــــوع:
أولاً: التوطئة.
قدر الله تعالى أن يعيش اليهود جماعات و
أفراد متفرقين بين الأمم واستمروا على هذا الحال رغماً عن أنوفهم ولسان حالهم يقول
أّنّا لنا بأرض نقتل أهلها ونأخذها موطناً لنا ولأبنائنا من بعدنا.
واستمر حالهم على هذا بين التشرذم
والترجي والأمل، مع مواصلة البحث واستمرار العمل لأجل هذا الهدف الكبير والأمل
المأمول...
ثم حسموا أمرهم وأخذوا قرارهم باحتلال
فلسطين، وأصبح جل همهم انجاز هذا الهدف حتى لو أدى إلى قتل أهل فلسطين جميعاً!
فالغاية تبرر الوسيلة عندهم ! وغايتهم أن يستوطنوا ويستقروا في نهاية الأمر على
حساب غيرهم.
ونفس هذه الأمنية -وهي احتلال فلسطين-
كانت موجودة عند فرنسا وبريطانيا ومن دار في فلكهما؛ولكن لأهداف أخرى؛ من أهمها
زرع كيان تابع لهما في وسط الدول العربية لتفريقها عن بعضها؛ لتضعفها ولتكون يدها
في المنطقة.
ولكن أنّا لهم ذلك؛ فديار المسلمين التي
كانت أعينهم مشتاقة لرؤياها تحت سيطرتهم، وقلوبهم تنبض شوقاً لها، ولعابهم يسيل
على ثرواتها، كانت تحرسها الخلافة الإسلامية العثمانية...
ولكن، وكما هو معلوم، من جد وجد، ومن
سار على الدرب وصل...
لم يكن هذا الطموح الكبير عند أعداء
الإسلام الطامعين في أهله وأرضه مجرد خواطر وأماني لم يصدقها فعل؛ بل كانت أمنية
حقيقية ! ولكنها صعبة المنال، فجدوا واجتهدوا وقاموا بالعمل بالدؤوب الذي لم ينقطع أبداً، ولو للحظة واحدة، ولم يتركوا
باباً يعينهم على الوصول إلى هذا الهدف، إلا طرقوه فمن الأبحاث والتقارير
والدراسات الاجتماعية والدينية والجغرافية،إلى الجولات الاستكشافية والخطط
الاستراتيجية والعسكرية، إلى الدعم المالي وبسخاء و العمل الإعلامي والتحريض
والإعداد العسكري المتواصل ...إلخ.
ثانياً: اغتصاب فلسطين:
مقدمات تاريخية وموضوعية وعقدية
عروبة فلسطين:
عُرفت فلسطين قديماً باسم أرض كنعان
نسبة إلى الكنعانيين الذين سكنوها قبل الميلاد بثلاثة آلاف وخمسمائة عام، وكانوا
قد وفدوا إليها من أرض شبه الجزيرة العربية.
ثم هاجر إليها سيدنا إبراهيم عليه
السلام ومعه العبرانيون من بلاد-أور- العراق حالياً، وكان هذا في عام ألفين قبل
الميلاد.
ثم هاجروا منها إلى مصر هرباً من قحط وجوع ضرب
المنطقة فتلقاهم في مصر الفراعنة واستعبدوهم فيها، واستمروا على هذا الحال إلى أن
عاد بهم يوشع بن نون عليه السلام مرة أخرى إلى فلسطين عام ألف ومائتين وخمسين
تقريباً.
وفي عام ألف وثلاثمائة قبل الميلاد وفد
على فلسطين قبيلة-باليست-من جزر بحر إيجه وسكنتها وانخرطت مع أهلها الكنعانيين
وتكلمت بلغتهم العربية وبهذا أصبحت لغتهم الأصلية.
إسلامية فلسطين:
لما فرغ أبوعبيدة بن الجراح رضي الله
عنه من دمشق كتب إلى أهل إيلياء (القدس) يدعوهم إلى الله وإلى الإسلام، أو يبذلون
الجزية أو يؤذنون بحرب، فأبوا أن يجيبوا إلى ما دعاهم إليه، فركب إليهم في جنوده
واستخلف على دمشق سعيد بن زيد ثم حاصر بيت المقدس وضيق عليهم حتى أجابوا إلى الصلح
بشرط أن يقدم إليهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بنفسه، فكتب إليه
أبو عبيدة رضي الله عنه بذلك فاستشار عمر رضي الله عنه الناس في ذلك، فأشار عثمان
بن عفان رضي الله عنه، إلى ألا يركب إليهم ليكون أحقر لهم وأرغم لأنوفهم، وأشار
على بن أبى طالب رضي الله عنه، بالمسير إليهم ليكون أخف وطأة على المسلمين في
حصارهم لهم، فهوى ما قال على رضي الله عنه ولم يهو ما قال عثمان رضي الله عنه،
وسار بالجيوش نحوهم واستخلف على المدينة على بن أبى طالب رضي الله عنه، وسار
العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه على مقدمته فلما وصل إلى الشام تلقاه أبو عبيدة
رضي الله عنه، ورؤوس الأمراء كخالد بن الوليد ويزيد بن أبى سفيان رضي الله عنهم.
ثم دخل عمر رضي الله عنه بيت المقدس
وصالح النصارىهناك واشترط عليهم إجلاء الروم.
دخل عمر رضي الله عنه فاتحاً متواضعاً
متذللاً إلى الله تعالى ودخل الإسلام معه إلى أهلها وأصبحت فلسطين جزءاً مباركاً
من الخلافة الإسلامية تنعم ببركة الإسلام وأمنه وتفخر وتعتز به.
بعد دخول الإسلام إلى فلسطين عاش
أهلهاحياة آمنةمطمئنة، عاشوا حياة الصدق والوفاء مع الآخرين على اختلاف
دياناتهم وأحسابهم وأنسابهم، وسكن معهم
اليهود و النصارى وكانوا أحراراً آمين في تحركاتهم وسكناتهم و عباداتهم، لم يتدخل فيهم
أحد،ولم يمنعهم شيخ أو حاكم، ولم يلاحقهم مفتش ولاقاضي ما داموا منضبطين و لم
يتجاوزوا حدودهم التي حدتها لهم الشريعة الإسلامية السمحاء، مع أنهم كانوا أقلية
على أرض فلسطين وبين أهلها.
وكانت الخلافة الإسلامية ترعاهم وترعى
حقوقهم وتحافظ عليهم.
واستمر الحال على ذلك في أمن الله
وأمانه ونعيمه.
ولكن! وبعد ضعف الخلافة الإسلامية
وهزيمتها وحلفائها في الحرب العالمية الأولى، أصبحت - الخلافة - مطعماً لكل طامع،
فهجمت عليها دول الكفر والخيانة تقطعها من كل جانب، وكان لفلسطين نصيب الأسد من
هذا الهجوم، فلقد وقعت ضحية أطماع الصهاينة في رغبتهم لبناء دولة مستقلة لهم، و
طموح بريطانيا وفرنسا وروسيا في زرع جسم غريب عن المنطقة العربية يكون في قلبها؛
ليفصل الدول بعضها عن بعض، وليكون قوة ضاربة في قلب المنطقة العربية.
وعلى هذه المصلحة المشتركة وهي احتلال
فلسطين، تم التواصل والاتفاق والتعامل بين
إخوة الكفر والخيانة؛ الصهاينة والبريطانيين والفرنسيين والروس وكل من لف لفيفهم، وبدأت
الخيانة التي دبرت بليل تنفذ خطوة، خطوة.
بعض الخيانات الداخلية التي أدت إلى
سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية:
استعانة بريطانيا وفرنسا ومن معهما من
حلفاء للقضاء على الخلافة الإسلامية في منطقة الشرق الإسلامي بالمعروف بالشريف
حسين وعبد العزيزبن سعود؛ حيث شجعتهم على الإعلان عن الثورة العربية على الخلافة الإسلامية والبدء بها بحجة أنها ستحرر
العرب من الاحتلال التركي وأنها ستساعدهم من أجل حريتهم و الوصول إلى حياة آمنة
كريمة رغيدة منعمة ! ولكن هذه الوعود كانت من مكرهم الإبليسيلأن المراد الحقيقي
الذي كان يسعى إليها البريطانيون وحلفاؤهم
هو ضرب الخلافة الإسلامية من داخلها وتفكيك الدول الإسلامية وتشتيت
المسلمين، وبالفعل تم لهم هذا وأعلن حسين الثورة العربية الكبرى على الخلافة
الإسلامية عام 1916م بإيعاز ودعم من بريطانيا وحلفائها وكان هذا متزامناً مع
انشغال الخلافة الإسلامية في الحرب العالمية الأولى والتي اندلعت عام 1914م دفاعاً عن المسلمين وكيانهم، وهذا الإعلان كان
طعنة في ظهر الخلافة الإسلامية، فلقد أربك
صفوفها في المنطقة وزعزعها وفرق صفها وشتت شملها.
أما الذي دفع حسين لهذه الفعلة ضد
الخلافة الإسلامية؛ أنه لم يكتف آنذاك أن يكون حاكماً على الحجاز بل طمع بأن يقيم
دولة عربية كبيرة تكون له ولأبنائه من بعده تشمل الدول العربية كلها، وكانت
بريطانيا قد عرفت بهذا الطموح عنده فدخلت له منه ووعدته وأغرته وغررت به.
لم يكن حسين لوحده في هذا التعاون مع
بريطانيا وحلفائها بل كان معه عبد العزيز بن سعود؛حيث كان طامعاً في حماية
بريطانيا وإقرارها لحكمه على نجد والإحساء والقطيف، مقابل خدمات يقوم بها لصالحها
وحلفائها، ومن هذه الخدمات التي طلبتها بريطانيا منه هيمساندةومناصرةحسين فيما
يسمى بالثورة العربية الكبرى.
كانت بريطانيا تحرك عبدالعزيزمن خلال
المقيم السياسي البريطاني في الخليج العربي، السير- برسي كوكس – والذي كان يعتمد
على مخبره- شكسبير.
استطاعت بريطانيا أن تتواصل مع حسين
وتزيد من حماسه وتحرك الأطماع أكثر في قلبه وتؤمله بإعطائه ما يريد عند انتصارها وحلفائها، حيث كان يطمع بإقامة
دولة عربية كبرى، وكان تواصله آنذاك مع مكماهون القنصل البريطاني في مصر.
استطاع مكماهون خداع حسين لسنين، حتى تم تنفيذ ما تريده بريطانيا وفرنسا
وروسيا في المنطقة من خلاله ومن خلال عبدالعزيز، وفي النهاية لم يعطوه ما وعدوه
به، ولكن أعطوا كلاً من أبناءه دويلة يحكمها؛ فأعطوا عبد الله الأردن والتي تم إقامتها من العدم لتكون الجدار
الحامي للدولة الصهيونية التي كان يُخَطَط لإنشائها آنذاك، فأوجدوا له دولة
من شبه عدم، وكذلك أعطوا فيصل العراق بعد الثورة التي قامت فيها ضد
بريطانيا، وجعلوه ملكاً تحت نفوذهم .
أما أبوهما حسين فلم يُعط شيئاً وتُرك في الحجاز يواجه
مصيره، بعد ذلك هاجمه إخوان من طاع الله، الذين هجموا عليه ولاحقوه، ففر إلى جدة، ثم
خرج منها حسيراً كسيراً ذليلاً.
عُرفت
العلاقة بين حسين وماكماهون بمراسلات حسين ماكماهون.
وهكذا انتهت الثورة العربية الكبرى
والتي كانت سبباً أساسياً في القضاء على الخلافة الإسلامية، بعدما طعنت الخلافة
الإسلامية في ظهرها، وعلى إثر ذلك تشتت المسلمون وضعفت دولتهم وقل نصيرهم.
الأحداث بالتاريخ
في عام ألف 1896م أصدر ثيودور هرتزل كتابه والذي بعنوان
"الدولة اليهودية" وكان قد نشر باللغة الألمانية
وفي عام 1897م عُقد أول مؤتمر للصهيونية
في بازل السويسرية والذي تم فيه تبني تأسيس وطن معترَف به لليهود على أرض فلسطين،
والذي شارك فيه كل من نوردووبرنباوم تحت قيادة هرتزل.
بعد ذلك تبنت بريطانيا فكرة إقامة دولة
غريبة عن العرب تتبع لها ولسياستها، دولة معترف بها تقع في وسط العرب
وفي عام 1916م وقعت اتفاقية سايكس وبيكو
والتي نصت على تقسيم الشام إلى ثلاثة مناطق.
المنطقة الأولى"أ"الزرقاء،
وهي العراق وتخضع للإدارة البريطانية.
والمنطقة الثانية"
الحمراء"ب" وهي سوريا وتخضع للسيادة الفرنسية.
والمنطقة الثالثة" السمراء
"فلسطين" تخضع لإدارة دولية ويأتي هذا كمقدمة لتسليم فلسطين لليهود
وفي عام 1917م أرسل آرثر جيمس بلفور إلى
اللورد ليونيل وولترروتشيلد رسالة يشير فيها إلى التأييد البريطاني لإقامة وطن
قومي لليهود في فلسطين
وفي عام 1919م وقعت اتفاقية فيصل
وايزمان، من قبل فيصل بن حسين مع حاييم وايزمان رئيس المنظمة الصهيونية العالمية
في مؤتمر باريس للسلام عام 1919م، تعطي لليهود تسهيلات في إنشاء وطن في فلسطين
والإقرار بوعد بلفور
وفي عام 1920م عقد مؤتمر سنت ريمو
والذي نتج عنه تعيين أول حاكم بريطاني لفلسطين، وقوبل هذا القرار بالغضب
الفلسطيني وعلق
الفلسطينيون الرايات السوداء احتجاجاً
على ذلك
وفي عام 1929م تجمع اليهود عند حائط
البراق للصلاة والمطالبة ببناء الهيكل المزعوم مما أدى إلى قيام ثورة "سميت
بثورة البراق" والتي كان من أكبر المحرضين عليها الشهيد المجاهد فرحان السعدي
رحمه الله تعالى
وعلى إثر هذه الثورة قامت السلطات
البريطانية باعتقال الكثيرين ومن أهمهم عطا الزير وفؤاد حجازي ومحمد جمجوم؛ والذين
تم إعدامهم لهذا السبب عام 1930م
وفي عام 1933م قامت ثورة شعبية قمعها
البريطانيون فقتلوا وجرحوا واعتقلوا الآلاف
وفي عام 1935م قامت ثورة بقيادة عز
الدين القسام، والتي استشهد فيها بعد أن أعلن الثورة بكل قوة وبطولة رغم عدم تجاوب
القيادة الفلسطينية له حين راسلها ليشاورها في إعلان الثورة فردوا عليه بأن الشعب
غير جاهز لإعلان الثورة وكذلك نحن نسير في الخط السياسي وسنحل القضية ونأخذ حقوقنا
من خلالالسياسة.
وفي عام 1936م كانت الثورة الفلسطينية
ضد الإنجليز والذي التف عليها عبد العزيز بن سعود وقال للفلسطينيين إن أصدقاءنا
الإنجليز سيخلصون الأمر لصالحكم وتواطأ معه حكام العرب على ذلك إضافة إلى قمع
الإنجليز للثورة بالقوة فقتلوا وجرحوا واعتقلوا الكثير من الفلسطينيين.
وفي عام 1937م تم تقسيم فلسطين إلى
ثلاثة أقسام؛ قسم يهودي وقسم عربي وقسم تحت الانتداب البريطاني؛ وهذا من نتاج لجنة
الترانسفير
وفي عام 1942م عقد مؤتمر في نيويورك، تم
فيه نقل الثقة من بريطانيا إلى أمريكا من خلال تواصل الصهاينة مع بعضهم، وتم في
أجواء إيجابية مع قطبي الحكم في أمريكا؛ الحزب الديمقراطي والحزب الجمهور.
وفي عام 1947م وافقت الأمم المتحدة على
قرار تقسيم فلسطين، فكانت النتيجة أن حرم الفلسطينيون من أرضهم حيث أعطوا سبعة
وأربعين في المائة منها رغم أنهم كانوا يملكون اثنين وتسعين في المائة منها وكانوا
يمثلون سبعين في المائة من عدد السكان.
وفي عام 1948م انسحبت بريطانيا كلياً من
فلسطين، وفي نفس الوقت أعلن اليهود عن قيام دولة إسرائيل
وفي عام 1949م أعلنت الهدنة بين العرب
واليهود! أجبر بعدها أكثر من مليون فلسطيني أن يتركوا ديارهم ووضع قطاع غزة تحت
الإدارة المصرية والضفة الغربية تحت الإدارة الأردنية، وأصبح اليهود يسيطرون على
سبع وسبعين في المائة من الأراضي الفلسطينية.
استمرت الصهيوصليبية العالمية بعقد
المؤامرات تلو المؤامرات والتي كانت تهدف إلى إنهاء قضية فلسطين بسيطرة اليهود
عليها، وبالفعل تم لهم ذلك، بسبب عدم دفاع العرب والمسلمين عن فلسطين -الدفاع الذي
يكون على مستوى ما يدبر لها سياسياً
وعسكرياً-.
المرجعية العقائدية للمسلمين؛
في حبهم لفلسطين وتعلقهم بها
يبني الإنسان قناعاته العقائدية
والعاطفية والسلوكية في الأشياء، بحسب ماهيتها وقيمتها وأهميتها، والتي تظهر له من
خلال اهتمام الناس في هذا الأمر أو ذاك.
أما الأشياء الشرعية فإن المسلم يعطيها
اهتمامه ويضحي في سبيلها، بقدر ما تعطي الشريعة الإسلامية الغراء هذا الشيء قيمة
واهتماماً ورفعة، ويظهر هذا من خلال الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة.
ارتباط المسلمين بفلسطين وتعلقهم بها
كأرض مباركة ومقدسة هو ارتباط عقدي أخذ بعده وتزكيتهورفعته من القرآن الكريم
والسنة النبوية.
ولذلك فإن المسلمين في كل مكان يحبون
فلسطين حباً دينياً عقائدياً، ويرتبطون بها ارتباطاً روحياً وثيقاً متقربين بذلك
إلى الله تعالى.
فحب فلسطين حب عقدي واجب على كل
المسلمين في أي مكان كانوا، وأهل فلسطين كذلك، إلا أنهم يحبونها أكثر من غيرهم، فعلاوة
عن قداسة وبركة ديارهم، فإنها موطنهم الذي ولدوا فيه وعاشوا بين مقدساته وأشجاره
ودياره، أباً عن جد، قبل أن تخرجهم منه بالقوة والقهر قوى الصهيوصليبية العالمية
الظالمة، ولازالت قلوبهم متلهفة للعودة له ولترابه الطاهر.
ففلسطين اكتسبت قدسيتها وبركتها من وجوه
عدة منها شاميتها بانتسابها وكونها من أرض الشام التي قال فيها ربنا تبارك وتعالى:
" وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى
ظَاهِرَةً "وقال: " وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي
بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ
عَالِمِينَ (81) "
وفيها قال: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
حَوَالَةَ رضي الله عنه، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: "إِنَّكُمْ سَتُجَنَّدُونَ أَجْنَادًا: جُنْدًا بِالشَّامِ،
وَجُنْدًا بِالْعِرَاقِ، وَجُنْدًا بِالْيَمَنِ"، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، خِرْ لِي؟ قَالَ: "عَلَيْكَ بِالشَّامِ، فَمَنْ أَبَى فَلْيَلْحَقْ
بِيَمَنِهِ وَلْيَسْقِ مِنْ غُدَرِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ
وَأَهْلِهِ"
وفيها عن ابن رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم قال: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا، وَفِي
يَمَنِنَا" قَالَ: قَالُوا: وَفِي نَجْدِنَا؟ قَالَ: قَالَ: "اللَّهُمَّ
بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا وَفِي يَمَنِنَا" قَالَ: قَالُوا: وَفِي
نَجْدِنَا؟ قَالَ: قَالَ: "هُنَاكَ الزَّلاَزِلُ وَالفِتَنُ، وَبِهَا
يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ "
آيات كريمة وأحاديث نبوية كثيرة في
فلسطين وبركتها وقدسيتها
منها: قول الله تعالى: "سُبْحَانَ
الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى
الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا
إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ".
فالمسجد الأقصى هو قلب فلسطين النابض
وهو مسرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومنه عرج صلى الله عليه وسلم إلى
السماء،وفيه صلى بالأنبياء عليهم السلام إماماً، كما في الحديث أيضاً وعَنْ أَنَسِ
بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: " أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ فَوْقَ
الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ قَالَ:
فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، قَالَ: فَرَبَطْتُهُ
بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ، قَالَ: ثُمَّ دَخَلْتُ
الْمَسْجِدَ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجْتُ فَجَاءَنِي جِبْرِيلُ
بِإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ وَإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ، فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ فَقَالَ
جِبْرِيلُ: اخْتَرْتَ الْفِطْرَةَ، قَالَ: ثُمَّ عُرِجَ إِلَى السَّمَاءِ..."
وفي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي
الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي الْحِجْرِ وَقُرَيْشٌ تَسْأَلُنِي عَنْ مَسْرَايَ،
فَسَأَلُونِي عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَمْ أُثْبِتْهَا،
فَكُرِبْتُ كَرْبًا مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ قَطُّ، فَرَفَعَهُ اللهُ لِي أَنْظُرُ
إِلَيْهِ، فَمَا سَأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَتَيْتُهُمْ بِهِ، وَقَدْ
رَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، وَإِذَا مُوسَى صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَإِذَا رَجُلٌ ضَرْبٌ جَعْدٌ كَأَنَّهُ
مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَإِذَا عِيسَى قَائِمٌ يُصَلِّي أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ
شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ، وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ قَائِمٌ
يُصَلِّي أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكَمْ - يَعْنِي نَفْسَهُ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَحَانَتِ الصَّلَاةُ فَأَمَمْتُهُمْ، فَلَمَّا فَرَغْتُ
مِنَ الصَّلَاةِ , قَالَ لِي قَائِلٌ: يَا مُحَمَّدُ، هَذَا مَالِكٌ صَاحِبُ
النَّارِ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ فَبَدَأَنِي بِالسَّلَامِ
"
ففي الحديث هبوط الأنبياء من السماء إلى
الأرض المباركة واجتماعهم فيها وإمامة النبي صلى الله عليه وسلم فيهم بها، وهذا
دليل على بركتها وفضلها عند الله تعالى؛ وهبوطهم -عليهم السلام- كان في بيت المقدس
والذي هو قلب فلسطين النابض، وهذا من بركتها وفضلها.
وفيها المسجد الأقصى المبارك الذي جعله
الله معظماً عند المسلمين، وهو القبلة الأولى التي صلى إليها المسلمون، وهو من
المساجد الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا إليها، كما أخبرنا بذلك رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم فقال : " لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ
مَسَاجِدَ: إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَإِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وَإِلَى
مَسْجِدِي هَذَا "
وقال تعالى على لسان نبيه موسى صلى الله
عليه وسلم: "يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ
اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ
"المائدة
وقال تعالى: "وَنَجَّيْنَاهُ
وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ "
وقال تعالى: "وَجَعَلْنَا
بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً
وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ
"
وهذا رسول الله موسى صلى الله عليه وسلم
وهو من أولى العزم من الرسل لما علم اقتراب أجله سأل ربه تعالى أن يدنيه من الأرض
المقدسة ليموت فيها وما هذا إلا لما يعلمه –صلى الله عليه وسلم- من بركتها
وقداستها ومكانتها عند الله تعالى، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
قَالَ: " أُرْسِلَ مَلَكُ المَوْتِ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ،
فَلَمَّا جَاءَهُ صَكَّهُ، فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ، فَقَالَ: أَرْسَلْتَنِي إِلَى
عَبْدٍ لاَ يُرِيدُ المَوْتَ، فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ عَيْنَهُ وَقَالَ:
ارْجِعْ، فَقُلْ لَهُ: يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ فَلَهُ بِكُلِّ مَا
غَطَّتْ بِهِ يَدُهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَنَةٌ، قَالَ: أَيْ رَبِّ، ثُمَّ مَاذَا؟
قَالَ: ثُمَّ المَوْتُ، قَالَ: فَالْآنَ، فَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنَ
الأَرْضِ المُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ "، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَلَوْ كُنْتُ ثَمَّ لَأَرَيْتُكُمْ
قَبْرَهُ، إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ، عِنْدَ الكَثِيبِ الأَحْمَرِ"
قال النووي رحمه الله تعالى:"وأما
سؤاله الإدناءة من الأرض المقدسة فلشرفها وفضيلة من فيها من المدفونين منالأنبياء
وغيرهم. أ – هـــ
وفيها يقتل سيدنا عيسى -صلى الله عليه
وسلم- الدجال، وبهذا ينهي أعظم فتنة وأخطرها على وجه الأرض، حمل همها المسلمون
جيلاً بعد جيل، بل ولم يأت نبي إلا حذر أمته منها.
فعن عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ :
دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي
، فَقَالَ لِي : مَا يُبْكِيكِ ؟ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، ذَكَرْتُ الدَّجَّالَ
فَبَكَيْتُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنْ
يَخْرُجِ الدَّجَّالُ وَأَنَا حَيٌّ كَفَيْتُكُمُوهُ ، وَإِنْ يَخْرُجْ بَعْدِي ،
فَإِنَّ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ، وَإِنَّهُ يَخْرُجُ فِي
يَهُودِيَّةِ أَصْبَهَانَ ، حَتَّى يَأْتِيَ الْمَدِينَةَ فَيَنْزِلَ نَاحِيَتَهَا
، وَلَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلَكَانِ ،
فَيَخْرُجَ إِلَيْهِ شِرَارُ أَهْلِهَا حَتَّى الشَّامِ مَدِينَةٍ بِفِلَسْطِينَ
بِبَابِ لُدٍّ ، وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ مَرَّةً : حَتَّى يَأْتِيَ فِلَسْطِينَ
بَابَ لُدٍّ ، فَيَنْزِلَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَيَقْتُلَهُ ، ثُمَّ
يَمْكُثَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي الأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِمَامًا
عَدْلاً ، وَحَكَمًا مُقْسِطًا".
ومن بركتها وجميل ما يحدث فيها أن الله
تعالى جعل نهاية اليهود فيها على يد عباده المؤمنين المجاهدين، حتى أن حجارتها
وأشجارها إلا الغرقد، لتشارك المجاهدين في
جهادهم؛ فتكشف لهم من يختبئ خلفها من اليهود.
ففي فلسطين جعل الله نهاية أشر خلقه
وأعظمهم فتنة، وجعل نهاية أخبث شعوب العالم وأكثر حقداً على الإنسانية.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم، قال: " لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود،
فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر:
يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله، إلا الغرقد، فإنه من شجر
اليهود ".
وغيرها الكثير من الفضائل التي أكرم
الله تعالى بها فلسطين ولكنني أكتفي بما ذكرته سابقاً.
ثالثاً: البنية العسكرية
والأمنية للجيش الإسرائيلي – ماضياً وحاضراً ومستقبلاً
قبل الحديث عن البنية العسكرية والأمنية
للجيش لابد من الحديث عن الشعب اليهودي جملة لأنه هو الأصل الذي تخرج منه كل أجهزة
الحكومة، والتغيرات التي طرأت عليه وجعلته ينتقل من الشعب الذي يبحث عن سبل عيشه
وطرقها بمشاركة بسيطة في الخيار السياسي، إلى شعب ديني متصهين متزمت ذو ضغوطات
فاعلة على أصحاب القرار السياسي والعسكري.
استخدم الصهاينة العلمانيون والمتدينون؛
أساليب التحريض والتشجيع والإغراء مع اليهود لاستجلابهم إلى أرض فلسطين واستخدموا
مع هذا كله الدعاية الدينية؛ فنشروا بين اليهود، أن هيا عودوا إلى أرض الأجداد
المقدسة لبناء الهيكل من جديد، واستخدموا كذلك بعض الشعارات الدينية الكاذبة التي
حرفها لهم حاخاماتهم.
وكذلك حرضوهم باسم القومية والوطنية
الكاذبة فقالوا لهم هيا بنا إلى أرض الآباء والأجداد إلى موطنهم حيث كانوا قبل أن
يخرجهم منها العرب الفلسطينيون.
وكذلك استخدموا معهم الدعاية الاقتصادية
فأغروهم بقولهم إنها أرض خصبة طيبة غنية بثرواتها وإنتاجها، ففيها ستسعدون وتجمعون
ما تشاؤون من مال وتختارون ما تشاؤون من مسكن.
واستمر تحريض الصهاينة العلمانيين
والمتدينين لليهود لكي يهاجروا إلى فلسطين، بأكثر من طريقة وأسلوب ولم يكن طرح
التيار الديني الصهيوني عندهم إلا وجه من وجوه التحريض للهجرة ولم يكن له التأثير
الكبير كتيار ديني صهيوني، وكان المسيطر على الشعب اليهودي في الغالب آنذاك حزب
العمل الصهيوني العلماني اليساري.
دخل اليهود إلى فلسطين بأعراق وأفهام
وتوجهات عقائدية ونظرات مستقبلية شتى،
وكذلك جيشهم وأجهزتهم الأمنية، ولكن المسيطر عليهم والعقل المدبر والمحرك
لهم هم من أقنعوهم بالهجرة إلى فلسطين، وهم الصهاينة الخبيثون والذين لم يكونوا
على رأي واحد مجمع عليه أو خطة واحدة موحدة في بداية الأمر سواء أكانت عقائدية
دينية أم قومية وطنية، وإن كان يسيطر على الوضع العام حزب العمل اليساري الأكثر
انتشاراً آنذاك، والذي كان يتبنى فكر الصهيونية العلمانية.
ولكن أرباب التيار الديني الصهيوني لم
يتركوا الحال على ما هو عليه، بل نشطوا وتنادوا فيما بينهم واتفقوا على تحويل الشعب اليهودي كله على
منهجهم، عقيدة وفكراً واسلوباً، والذهاب
به إلى أقصى مراحل التطرف والتشدد والحقد على العرب والمسلمين، ليتم لهم انجاز
طموحهم ببناء دولة إسرائيل الكبرىأوإنجاز أكبر قدر ممكن من هذا المشروع المنتظر.
وهذا واضح في مناهج وتوجيهات معاهدهم
الدينية الصهيونية التعليمية المعروفة باسم" يشيفوتههسدير" وأكبر دليل
على ذلك؛ فهم يركزون في تعليمهم وتوجيهاتهم للطلاب على أن: "الخدمة العسكرية
والروح القتالية هي مهمة جماعية يفرضها الدين بهدف قيادة المشروع الصهيوني".
ومع تتبع مناهجهم يلاحظ وبسهولة أنهم
يرتقون بفكر طلابهم إلى مرحلة العقيدة القتالية بفهم التيار الديني الصهيوني –
الأكثر حقداً على الإسلام وأهله - من أجل تحقيق أوامر الرب، والتي يمليها عليهم
ويعلمهم إياها حاخاماتهم، فخدمة الدولة عندهمعمل مبارك يتقربون به إلى الله.
يقول زبولون هامر وهو وزير سابق للتعليم
في حكومة الاحتلال الصهيوني:
السلام مع العرب يهدد إسرائيل المهزوزة
ويستلزم تحصين الناشئة بتقوية الوعي
الصهيوني.
ويقول :إن صمودنا أمام التحدي الكبير
الذي يواجهنا يتمثل في مقدرتنا على تربية قومية مرتبط بالتعاليم الروحية اليهودية،
تربية يتقبلها الطفل راغباً وليس مكرهاً وعلى هذا فإن على جهاز التعليم الرسمي
والشعبي أن يتحمل التبعية الكبيرة للصمود أمام التحديات التي تواجه إسرائيل.
وهذا ما أشار إليه المؤسس للحركة
الصهيونية ثيودور هرتزل في يومياته حيث خصص التربية باعتبارها أسلوباً لتحقيق هدفه
فأشار إلى بعض الموارد التي يركز عليها في مقدمة منهاجه واعتبرها ضرورية لذلك وهي
الأناشيد الوطنية والدين والمسرحيات البطولية.
أما عن رأي إلياهو كوهين، فلقد قال في
المؤتمر الصهيوني الثالث والعشرين عام 1951م أن مصير إسرائيل يرتبط بإيجاد جهاز
حقيقي لتنفيذ التعليم والتربية حسب المبادئ الصهيونية.
أما بن غوريون، أول رئيس وزراء
لإسرائيل فلقد قال في المؤتمر الصهيوني الرابع والعشرون
والمنعقد عام 1956م أنه لن يكون للحركة الصهيونية مستقبل بدون تربية وثقافة عبرية
لكل يهودي بوصفه واجب ذاتياً.
واعتبر أن معرفة التوراة كفيلة بتزويد
الفرد اليهودي بجذوره وأصله وعظمته ومستقبله ويضمن ارتباطه بشعبه بمملكة إسرائيل،
ثم يسأل بن غوريون ما الذي سيحفظ اليهود؟ ويجيب إنها التربية العبرية...
أثرت جهود الصهاينة المتدينين التعليمية
والتوجيهية على اليهود الذين استقدموهم بنسبة كبيرة جداً، وهم اليوم يرحلون إلى
التيار الديني الصهيوني بشكل كبير، وفي
القريب سيصبح غالبية الشعب الاسرائيلي يتبنى الصهيونية الدينية، عقيدة وشريعة
ومنهج حياة وهذا واضح ملاحظ من إقبالهم و قبولهم لهذا التيار واستجابتهم لتعاليمه.
وعلى هذا فإن الظاهر والملاحظ أننا
سنواجه في المستقبل القريب شعباً بحكومته على نفس العقيدة الدينية الصهيونية التي
تحمل في طياتها التقرب إلى الله بقتل كل المسلمين والعرب.
حرصت القيادة الصهيونية على العمل
المباشر وبدون تسويف وعلى كل مراحل التعليم على زرع العقيدة الدينية الصهيونية عند
الشعب اليهودي، ولذا صادقت الكنيست في عام 1977م على قرار جاء فيه: "في
التعليم الابتدائي والثانوي والعالي ستهتم الدولة بتعميق الوعي اليهودي بين صفوف
الشبيبة الإسرائيلية وتجذيره في تاريخ الشعب اليهودي وتراثه التاريخي وتقوية
انتمائه الخلقي لليهودية من خلال إدراك المصير الواحد والمشترك والواقع التاريخي
الذي يوحد يهود العالم عبر مختلف الأجيال والأقطار".
يقول الباحث اليهودي إيلي بوديه في
كتابه "الصراع الإسرائيلي في كتب التاريخ المدرسية الإسرائيلية" -
محذراً من انزلاق شعبه إلى الصهيونية الأكثر حقداً- إن ما توصلت إليه بعد العكوف
على دراسة التاريخ والكتب المدرسية من عام 1448م إلى عام 2000م لا تبشر بخير، فإن
هذه الكتب ترسخ مفهوم الحقد على العرب وتظهرهم بأنهم خونة عدوانيين متخلفين خاطفين
مجرمين.....وأنهم أي اليهود هم المتحضرون والساعون إلى السلام الحقيقي، وكذلك عملت
على ترسيخ القيم الصهيونية والتمجيد لأبطالها ضمن بوتقة وذاكرة جماعية واحدة.
فليس من المستغرب بعد كل هذه الجهود على المناهج التعليمية وصياغتها
وصهرها في بوتقة واحدة تصب في منهجة الشعب اليهودي بمنهجية التيار الديني الصهيوني
المتشدد تجاه العرب والمسلمين الساعي
للقضاء عليهم، كما يقولون ويعتقدون، ليس مستغرباً رحيل اليهود من الصف اليساري إلى
اليميني بل إن المتدينين الصهاينة ذهبوا لأبعد من هذا وفي سابقة خطيرة جداً، فإنهم
بدأوا بغزو الأحزاب العلمانية للتأثير والسيطرة عليها من داخلها ومن ثم التأثير
والسيطرة على المجتمع اليهودي بأسره، ويكفي من هذه الخطوة أنهم سيسيطرون فكرياً
على أصحاب القرارات العليا من العلمانيين.
وبالفعل نجح الصهاينة في سحب كثير من اليهود من معسكر اليسار إلى
معسكر اليمين ومن المشاركة السياسية على مبدأ النفعية، إلى المشاركة على مبدأ النصرة لأفكار التيار الديني الصهيوني.
1- البنية العسكرية والأمنية
للجيش في الوقت الماضي
في بداية الأمر لم يكن الجيش الإسرائيلي
ولا الوحدات الأمنية ولا السياسية يقاتلون وينافحون عن مبدئ عقائدي واحد واضح ولم
يكونوا ينظرون لفلسطين بمنظور عقائدي واضح موحد كما نلاحظ خطاب كثير منهم اليوم،
بل كانوا يحاربون ويضحون في سبيل إيجاد دولة لهم يعيشون فيها مستقرين آمنين، توحد
صفهم وتجمع كلمتهم وتلم شملهم من الشتات الذي كانوا فيه، و كانوا يقاتلون من أجل
الخروج من الفقر الذي ألم بهم والضياع الذي أذلهم، فكان كل همهم احتلال بلد
يسلبونه ويقتلون أهله ويسكنون فيه.
وعلى هذا فلم تكن لهم عقيدة واضحة ولا
أفكار تُقرأ ولا رؤيا ثابتة.
2-الوضع الحالي للجيش والأمن
الإسرائيلي
لم يطل غياب الرؤيا العقدية والفكرية
للدولة الإسرائيلية، خصوصاً على حاخاماتها الصهاينة، فنشطوا وعمدوا إلى توجيه
أتباعهم للعمل الجاد من أجل تثبيت العقيدة الدينية الصهيونية وجعلها مرجعية للدولة
بشكل رسمي وممنهج وبالطريقة التي يرتئيها حاخاماتهم.
وعليه فقد اهتموا بالجانب التربوي
والتوعويالخاص بالتيار الديني اليهودي الصهيوني، ففتحوا المعاهد واعتمدوها كأهم
مكان للتربية والتعليم والتعبئة، واهتموا بذلك أيما اهتمام.
اعتمدت ولازالت هذه المعاهد الدينية
الصهيونية في مناهجها على المرجعيات الدينية لهذا التيار الديني الصهيوني دون تدخل
أو رقابة من أحد، وكذلك فإن طلاب هذه المعاهد هم من أبناء هذا التيار فقط،
ولكن تمويلها من ميزانية الجيش! ورواتب
حاخاماتها من خزينة الدولة!
التيار الديني الصهيوني، يعتبر نفسه جزءًا
لا يتجزأ من الدولة واعتبرت مرجعياته أن الخدمة العسكرية واجب ديني لا يجوز تركه
ويجب الإخلاص فيه، ولابد أن يكون على أتم وجه وأحسنه، وكذلك فإن حاخاماتهم دفعوا
أتباعهم للعمل في أهم الوحدات وأكثرها تأثيراً
في الجيش والوحدات الأمنية، كخطوة للسيطرة على الجيش والقرار السياسي
كاملاً.
وبسبب هذه السيطرة المتزايدة من أتباع
التيار الديني الصهيوني، لم يخف رئيس الموساد الأسبق الجنرال داني ياتوم تخوفه من إمكانية حدوث انقلاب عسكري على الحكومات المنتخبة في
إسرائيل، لأن هذا أصبح أمراً وارداً بسبب هيمنة المتدينين الصهاينة على كثير من
المراكز القيادية في الجيش الإسرائيلي.
ومع متابعة ما صرح به الحاخام العسكري الحالي للجيش الجنرال
رونتسكي في جواب على سؤال للصحفيين، وهو:
في حال أصدرت الحكومة المنتخبة تعليمات لك وأصدر الحاخام مردخايإلياهو تعليمات
مناقضة! فأي التعليمات ستطيع؟ فأجاب
رونتسكي قائلاً "سأتبع تعليمات
الحاخام إلياهو وأستقيل من الجيش!!!
وعلى هذا فإن تخوفات رئيس الموساد
الأسبق في محلها، والذي يؤكد على صحة هذه التخوفات؛ هو تزايد أعداد الضباط الصهاينةالمتدينين
في الجيش، كما كشفت المعطيات المتواترة التي تصدرها شعبة القوى البشرية في الجيش
الإسرائيلي عن حجم وعمق تغلغل أتباع التيار الديني الصهيوني في المؤسسة العسكرية، حتى
أنهم باتوا يشكلون حوالي 60% من الضباط في الوحدات القتالية، على الرغم من أن
تمثيلهم في تعداد السكان لا يتجاوز 15%، وتؤكد المعطياتأن عدد الضباط المتدينين في
ألوية المشاة المختارة قد زاد خلال العقدين الماضيين عشر مرات!!!.
وللبيان عن قرب لمن خفى عليه الحال ميدانياً
في فلسطين: أذكر هنا خبرين من باب التمثيل
والتنويه على سيطرة المتدينين الصهاينة على الجيش الإسرائيلي لا الحصر، فالأحداث
الدالة على ذلك كثيرة وخطيرة ومتكررة يومياً، حيث أن المتدينين خارج الجيش
والأجهزة الأمنية يقومون بالاعتداءات على الفلسطينيين، دون أن يمنعهم الجيش، بل هو
معهم يرعاهم ويحافظ عليهم، ويؤمنهم ويشاركهم في كثير من إجرامهم جنباً إلى جنب.
ففي الخبر:
جنين – المركز الفلسطيني للإعلام
"اقتحمت قطعان المغتصبين الصهاينة
بعد ظهر اليوم موقع مغتصبة "قديم" المخلاة شرق جنين، وقطعوا الطريق
وحاولوا الاعتداء على المواطنين.
وقالت
مصادر محلية إن المغتصبين أغلقوا الشارع الرئيس الذي يربط مدينة جنين بقرية
عرانة شرق المدينة، وعلقوا لافتات مكتوب عليها مناطق عسكرية مغلقة بهدف منع
المواطنين من الوصول للمنطقة، وكذلك
أغلقوا الشارع الالتفافي الرابط بين شارع الناصرة، ومفرق قرية الجلمة،
ومنعوا الموطنين من الاقتراب من تلك المواقع.
وأشار مواطنون إلى أن قوة عسكرية
صهيونية رافقت المغتصبين ووفرت الحماية لهم في الوقت الذي رددوا فيه شعارات معادية
للعرب".12-11-2012م
وفي خبر آخر
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام
اختطف مستوطنون صهاينة صباح اليوم
الأربعاء (21-11)، ثلاثة مواطنين فلسطينيين من بلدة حوارة جنوب نابلس، وسلموهم
لقوات الاحتلال.
وذكر رئيس بلدية حوارة معين الضميدي، إن
عددًا من المستوطنين من مستوطنة "يتسهار" اختطفوا ثلاثة مواطنين، بعد أن
قاموا بالتنكيل بهم خلال قطفهم لثمار الزيتون في منطقة اللحف غرب البلدة،
واقتادوهم إلى المغتصبة المذكورة، ومن ثم سلموهم لقوات الاحتلال.
والمعتقلون هم: نصر الحج فايز (40
عامًا)، ونجله عز الدين (18 عامًا)، وراضي توفيق عودة (30 عامًا).21-11-2012م
فسيطرة المتدينين الصهاينة على المراكز
المهمة والمكانة القيادية العالية في الجيش قطعاً ستغير شكل الدولة الإسرائيلية
عقائدياً، بل غيرته بالفعل وهذا ملاحظ، وما انصياع الجنود الإسرائيليين للمغتصبين
الصهاينة ومناصرتهم في أعمالهم الإجرامية إلا نتاج ما يتبناه هؤلاء الجنود من
عقيدة وأفكار أولاً، وتأثير وسيطرة حاخاماتهم على كثير من وحدات ومراكز الجيش
ثانياً.
وفي تقديري فإن سيطرة التيار الديني
الصهيوني على القرار في الجيش بل في الحكومة برمتها-سياسياً وعسكرياً- أمر طبيعي
وغير مستغرب على المدى ربما القريب جداً، لأن قيادة الجيش تعتمد في صياغة قراراتها
وإصداراتها على التقارير والتوصيات التي تقدمها قيادة الجيش والتي أصبح الكثير منها من المتدينين
الصهاينة.
كما أن حاخامات وأتباع التيار الديني
الصهيوني يتنافسون مع العلمانيين بقوة على قيادة الأجهزة الاستخبارية والجيش
والمراكز الحساسة ذات التأثير الكبير والقوي على الدوائر العسكرية والسياسية، ما
أدى إلى انحسار أحزاب التيار اليساري وعلى رأسهم حزب العمل الصهيوني، وتمدد أحزاب
التيار اليميني الصهيوني؛ وهذا الانحسار والتمدد عام وشامل على مستوى جميع مباني
الدولة وأسسها بجمهورها اليهودي.
حتى أن حاخامات التيار الديني الصهيوني
فرضوا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعيين يورام كوهين رئيساً لجهاز الأمن
العام؛ الشاباك، ولقد استجاب لهم نتنياهو وعينه! وهو الآن يشغل ذاك المركز!!! وهذا
دليل على قوة وجودهم ونفوذهم في الحكومة وسياستها.
وهؤلاء المتدينون الصهاينة هم الذين
يفتون بإثم كل من يقبل بطرح قضية المسجد الأقصى في المفاوضات لأنه أقيم على أنقاض
الهيكل!!!
ومما يدفعهم للعمل بشكل متواصل وبكل قوة
أنهم يعتقدون وجوب قيام دولة يهودية خالصة قبل حرب يأجوج ومأجوج ونزول عيسى عليه
السلام، وأن المسيح عيسى عليه السلام لا يخرج إلا بعد إقامة الدولة الصهيونية
كاملة!!وعلى العكس منهم فإن حاخامات التيار الديني الآرثوذوكسي، فإنهم يعتقدون بأن
الدولة اليهودية لا تقوم إلا بعد نزول عيسى عليه السلام.
ولذلك نجد أن حاخامات التيار الديني
الصهيوني يعملون ويحرضون على العمل في أجهزة الدولة؛- خصوصاً الأجهزةالتي لها التأثير
على القرارات - لإنجاز ما يعتقدون به من قيام دولة يهودية صهيونية، تمهد لنزول
المسيح عيسى عليه السلام.
أما حاخامات التيار الديني الآرثوذوكسي
فلقد توصلوا مع ديفيد بن غوريون -أوائل احتلالهم لفلسطين -، إلى اتفاق مفاده إعفاء
المنتسبين إليه من طلاب المدارس والمعاهد
الدينية من الخدمة العسكرية للتفرغ لدراسة الدين،وهؤلاءيعرفون بالحريديم.
وكذلك فإن حاخامات التيار الديني
الصهيوني لا يعترفون بالديمقراطية بل لا
يؤمنون بها أصلاً؛ لأنهم يعتمدون ما تصدره مرجعياتهم الدينية من فتاوى وتوجيهات.
يقول إلياكيمليفانون أحد مدراء المدارس
الدينية الصهيونية: الديموقراطية تضر بالواقع وتقود إلى خيارات غير حقيقية، ولذا
يتوجب تجاوز حدود وأطر الديموقراطية، والالتزام فقط بالتوارة على اعتبار أنها تمثل
الحقيقة المطلقة.
وفي آخر استطلاع للرأي حول توجهات الرأي
العام الإسرائيلي، نشره معهد ديالوغ وصحيفة هآرتس، في أواخر شهر أكتوبر لعام
2012م، تبين من خلاله أن يهود إسرائيل يؤيدون عمل اليهود على العرب في أماكن العمل
بنسبة 59%، وأن 47 % منهم يطلبون من حكومتهم طرد الفلسطينيين العرب من مناطق 1948م
إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، في حين أعرب 42% منهم عن رفضهم السكن بجوار العرب!!
وكافة النتائج التي توصل إليها هذا الاستطلاع تشير إلى ازدياد إقبال اليهود على
عقائد وتبنيات التيار الديني الصهيوني، وما تسمية هجومهم على غزة بـــ"عامود
السحاب" والذي استقوه من توراتهم إلا من الأدلة الدامغة على ذلك.
فعامود السحاب اسم مأخوذ من توراتهم
المحرفة ففيها في سفر الخروج،
الإصحاح "13" الصفحة 21 – 22 أن "الرب كان يسير أمام جماعة بني
إسرائيل، على شكل عمود سحاب في النهار، كي يهديهم! أما في الليل، فكان يتحول الى
عمود نار، كي يضيء لهم!!!.
مع العلم بأن الجيش الإسرائيلي سمى ضربته
لمصرعام 1967م بـــ" ضربة
صهيون" وهذا الاسم يدل على وجود التوجه الديني عندهم من زمن بعيد، ولكن حينها
لم يكن تبني البعد الديني للدولة اليهودية موجوداً إلا عند القلة القليلة منهم،
علاوة على ذلك لم يكن له تأثيراً كبيراً على الشعب اليهودي، وما غزاهم وتغلغل فيهم
إلا بعد قيام الحاخامات بالدعوة إليه ونشره بينهم وتحريضهم على تبنيه.
3- الوضع القادم للجيش والأمن
بناءً على ما سبق فإن البنية العسكرية
والأمنية للجيش آخذة بالانتقال من العلمانية والرحيل لصالح التيار الديني الصهيوني الأكثر حقداً على
الإسلام وأهله.
وما صرح به الصحفي الإسرائيلي عاموس
هارئيل نقلاً عن عسكري يهودي شارك في الحرب على غزة عام 2008م أن الحاخام شاؤول
إلياهو حاخام مدينة صفد الذي ألقى مجموعة من المواعظ الدينية للجنود خلال الحرب
حرضهم على " قتل الفلسطينيين بدون إبداء أي قدر من الرحمة ". دليل صريح
وواضح على توجهات الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن تجاه المسلمين عموماً
والفلسطينيين خصوصاً.
ولو تمعنا قليلاً في هذا التصريح الذي
صدر من رجل كبير ومهم وذو تأثير على مستوى دولة الاحتلال الصهيوني والذي وجهه لمحمود
عباس رئيس السلطة الفلسطينية للاحظنا إلى أين وصل التطرف والحقد الصهيوني على
الفلسطينيين،ومكانة القائمين عليه في الدولة اليهودية الصهيونية:
ففي الخبر نقلت وكالة رويتر الإخبارية، بتاريخ11/11/2012م: قال
وزير المواصلات والبنية التحتية "إسرائيل كاتس"، خلال افتتاح شارع جديد
مؤدي إلى الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل:" نحن نرد بشكل واضح على أبو مازن،
الخليل بيتنا، ولن نتنازل عنها، هنا بدأ الاستيطان وهنا سنظل دائماً"، وأضاف
"كاتس" خلال افتتاح شارع جديد يربط بين مستوطنة "كريات
أربعة"، والحرم الإبراهيمي:" إن نحو نصف مليون زائر يزورون كل سنة الحرم
الإبراهيمي، وبالنسبة لهم ولسكان المنطقة هذا المشروع يؤثر بشكل مباشر على نوعية
الحياة في المنطقة".
وتابع " الطريق التي ندشنها اليوم
تربطنا بجذور وجودنا كشعب يهودي في أرض إسرائيل، إننا نقوي العلاقات ونعمق
الجذورونرد بشكل واضح على أبو مازن، فالخليل بيتنا ولن نتنازل عنها، هنا بدأ الاستيطان
اليهودي في أرض إسرائيل قبل 3700 سنة وهنا سنظل دائماً" .على حد قوله !!!
مع الوقوف على ما سبق جملة والتمعن فيه
نلاحظ توجه الشعب اليهودي للتيار الديني الصهيوني الأكثر حقداً على العرب
والمسلمين، والذي يتبنى قيام دولته على أساس عقائدي محض؛ لتصبح دولتهم قيادة
وشعباً على العقيدة الدينية الصهيونية.
وبهذا يكون عدونا الصهيوني قد التف وتمركز حول
عقيدته الدينية الصهيونية رغم فسادها وتحريفها، فتكون حربهم علينا عقائدية 100%.
فكان لزاماً علينا نحن المسلمون أصحاب
العقيدة الإسلامية الغراء أن نفهم عقيدتنا و أن نلتقي عليها ونعمل بها ونفهم
أعداءنا من خلالها.
وإنما سيزيد الطين بلة والحقد الصهيوني
حقداً هو دخول المتدينين الآرثوذوكسيين في الجيش والأجهزة الأمنية تدريجياً والذي
سيبدأ قريباً بعد أن ألغت محكمة العدل العليا قانون تال وهذا ما تناقلته وسائل
الإعلام ففي الخبر:
بدأ الجيش الإسرائيلي في إرسال أوامر
استدعاء عسكرية إلى نحو 15 ألف شاب يهودي متدين تتراوح أعمارهم من السابعة عشرة
إلى التاسعة عشرة وتلزمهم بالمثول في مكاتب التجنيد التابعة للجيش, وذلك بعد ألغت
محكمة العدل العليا قانوناً أعفى الشبان المتدينين من أداء الخدمة العسكرية
والمعروف باسم قانون "تال".
ذكر ذلك -راديو صوت إسرائيل - مشيرا إلى
أن مصادر أفادت بأن الجيش لا ينوي تجنيد الشبان المتدينين من التيار المتشدد
(الحاريديم) على الفور, بل يقصد التعامل معهم ضمن إجراءات مطولة تمهيدا لتصنيفهم
في الوحدات العسكرية.
كان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود براك
قد أمر سلطات الجيش بإعداد خطة جديدة لتجنيد المتدينين على أن تأخذ بالحسبان الحكم
القضائي الصادر عن محكمة العدل العليا والحاجات العسكرية ومبدأ المساواة في تحمل
الواجبات الوطنية والحرص على ملاءمة المتدينين لأداء الخدمة العسكرية.
في الوقت نفسه , تتهيأ سلطات الجيش
االإسرائيلي لتشكيل وحدات عسكرية مقاتلة تكون جاهزة لاستيعاب أعداد كبيرة من
الجنود المتدينين في صفوفها".
ولذلك فإن الواجب على المسلمين جميعاً
أن يهتموا بعقيدتهم؛ دراسة وتدريساً وأن يعلموها لأبنائهم ويعظمونها في قلوبهم
لتكن عندهم أغلى من كل شيء حتى من أنفسهم.
ولابد أن تجتمع الأمة على عقيدتها وتسير
صفاً واحداً خلف العلماء العاملين الذين بذلوا الغالي والرخيص في سبيل الله تعالى.
ولتكن معادلة الحروب القادمة عندنا؛ نحن
أمة واحدة نهتدي بكتاب ربنا تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم فهما
الذكر المحفوظ كما أخبرنا ربنا تبارك وتعالى في كتابه الحكيم بقوله : "إنا
نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" فالذكر هو القرآن والسنة كما قال صلى الله
عليه وآله وسلم "أوتيت القرآن ومثله معه".
رابعاً: دور الجهاد العالمي
في أزمات دول المركز
إن تتبع دول المركز وتحالفاتها وتأثير
الجهاد العالميعليها يطول ويطول، ولذلك
سأكتفي هنا بالحديث عن أمريكا كرأس لدول المركز، فالحرب ضد أمريكا
واستنزافها تمثل ضربة لرأس الهرم وقلبه.
سؤال: كيف أصبحت أمريكا الدولة الأكثر
تأثيراً على دول الهامش بل ودول المركز بالجملة، رغم أن بريطانيا هي الدولة التي
كانت تسيطر على كثير من دول الهامش قبل أمريكا ؟
جواب: أصبح هذا التحول واقعاً عملياً،
بعدما أثرت الحرب العالمية الثانية على القوة البريطانية سلباً فأرهقتها -اقتصادياً
وسياسياً وعسكرياً- مما أضعفها وحصر
نفوذها خصوصاً أن ألمانيا وحلفاءها استخدموا مع بريطانيا أساليباً عدة لأجل
هزيمتها؛ من حصار وقصف وحرب نفسية وغيرها، وهذا أدى لرجحان الكفة الألمانية وحلفائها على حساب
الكفة البريطانية وحلفائها.
في هذه الحالة تدخلت أمريكا لتنقذ
بريطانيا وحلفائها من هذه الهزيمة المنتظرة وحسمت الأمر لصالح بريطانيا وحلفائها
وبهذا النصر الأمريكي مع هذا الضعف البريطاني أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية
انحسرت نفوذ بريطانيا وتقلصت، وأخذت مكانها عالمياً أمريكابالتدريج، فورثت نفوذها وتوسعت على حسابه.
منذ
أن أحكمت أمريكا قبضتها وسيطرتها على مجريات الأمور في دول الهامش لم تترك
القتل والنهب والاحتلال والتخريب ولو للحظة واحدة ! منطلقة من قواعدها الجاثمة
في تلك البلاد ! والتي ارتضى حكامها أن يكونوا تبعاً لأمريكاوسلموها زمام أمورهم -
كبيرها وصغيرها حتى أموالهم وضعوها تحت تصرف
الأمريكان - !!.
وليس غريباً على هذه الدولة الأمريكية المتقرصنة
أن تُتبِع كل حرب حرباً أخرى، وكل نهب نهباً أكبر، لأنها قائمة أصلاً على الحروب و
النهب والابتزاز، فما أن تغزو دولة حتى تستعدلغزو دولة أخرى.
وبينما أمريكا في طغيانها وجبروتها
وقهرها واستفزازها للناس، وإذابزعيم تنظيم قاعدة الجهاد بن لادن، يصفعها ضربة
قاصمة شتت رأيهم وفرقت جمعهم وبددت أمنهم وأوقعتهم في أزمة مالية أهلكتهم أو كادت،
وما نراه اليوم من اضطرابات اقتصادية وأزمات مالية تزلزل أمريكا من داخلها
وخارجها؛ هو بسبب تلك الضربات.
فلقد ضربهمالقاعدة، في عقر دارهم ورمز
جبروتهم؛فضرب البنتاجون العسكري و برجي التجارة العالمية وكان هذا في تاريخ
11\9\2001م، ومن يومها والاقتصاد الأمريكي من خسارة إلى خسارة ومن انهيار إلى
انهيار، بعد أن كاد أن يتعافى من أزمات ألمت به سابقاً، والمعلوم لكل متابع أن
الأزمة المالية في أمريكا من انحدار إلى انحدار، وبسبب اتساعها وتشعبها لن يجد
الأمريكان لها حلاً وستبقى كذلك حتى تنتهي دولتهم، بإذن الله.
ففي سؤال صحفي وجه لجودغريغ النائب
الجمهوري عن ولاية نيوهامبشير الأمريكية وفيه:
في عام 2000م كان من المتوقع أن يكون
هناك زيادة في الميزانية وذلك عقب بعض الحظ الحسن في الاقتصاد وعقب عمل جاد
ثم جاء هذا التخفيض الضخم للضرائب،
فبالاستقراء، هل تعتبر هذا خطأ؟!
فأجابه النائب:
لا أبداً، إن الزيادة المتوقعة لم
نخسرها بسبب التخفيض في الضرائب وإنما خسرناها بسبب عمليات الحادي عشر من سبتمبر
أيلول وتأثيراتها على الاقتصاد.
وعليك أن تذكر أن الحادي عشر يعتبر حدثاً كارثياً بالنسبة إلى أمتنا، قد
أعاد تنظيم أمتنا من نواح عدة، ومن مظاهر هذه الإعادة للتنظيم أننا تعرضنا لتدهور اقتصادي عميق.أ-
هــ
وعلى إثر هذه الهجمات التي باغتت أمريكا
وضربتها في عقر دارها، استنفرت أمريكا كل أجهزتها الحكومية للبحث عن زعيم تنظيم
القاعدة بن لادن، والذي توصلوا إليه بعد عشر سنوات وقتلوه بعد اشتباك دار بينهم في
أبوت آباد الباكستانية، بعدما سقطت لهم طائرة وقتل عدداً من جنودهم.
أثناء مطاردة أمريكا لبن لادن وصحبه،
وعلى مدار عشر سنوات كلفتها ثلاثين ألف مليار دولار مع خسائر الهجوم وضرب
البنتاجون والأبراج، ما أدى إلى ضعف الاقتصاد الأمريكي وعجز الميزانية الأمريكية
في كثير من الأحيان عن سداد احتياجاتها فضلاً عن سداد ديونها.
ولذلك لا نكون مبالغين عندما نقول بأن
ضربات الحادي عشر من سبتمبر للبنتاجون الأمريكي وبرجي التجارة العالمية وتبعاتها،
قد أسقطت النظام الأمريكي المالى الداخل والخارج والمتداول، مما سيؤدي إلى سقوط
أمريكا تبعاً لذلك، بإذن الله.
وفي عمليات استنزافية ضد أمريكا نفذها
تنظيم قاعدة الجهاد العالمي ضد شركات الشحن الجويةالأمريكية وحلفائها، خسرت شركة
يو بي إس الأمريكية للشحن الجوي بعد عملية نفذها النيجيري عمر الفاروق، مائة وعشرين
مليار دولار تكلفة إعادة الترتيبات الأمنية للمطارات.
وكذلك خسرت شركة فيدكس الأمريكية للشحن
الجوي سبعين مليار دولار جراء إعادتها للترتيبات الأمنية في المطارات، بعد كشفها لطرد ملغوم.
وكذلك خسرت أمريكا جراء العمليات
الاستنزافية الكثير الكثير من أموالها وسمعة أمنها والتي أثرت تأثيراً سلبياً مباشراً على الاقتصاد
والاستثمار الأمريكي ولوازمه وتوابعه.
والمتتبع لهذه العمليات المباركات
وتأثيرها على الأمن والأمان والتكلفة المادية، يلاحظ أن خطورتها تكمن في ضرب أهم
ما يحتاجه الإنسان، وهو الأمن والمال، ولذلك كان تأثير هذه العمليات المتتابعة
كبير جداً على الأمريكان؛ لأنه أفقدهم أمنهم واستنزف أموالهم ولم يكلف تنظيم
القاعدة إلا القليل.
ففي حروب الاستنزاف ليس بالضرورة أن تقع
الخسائر البشرية، ولكن الخسائر المادية تكفي، وهذا ما استطاع تنظيم القاعدةإنجازه.
بيان تبني قاعدة الجهاد لعمليات الطرود
الملغومة وهي من ضمن سلسلة حرب الاستنزاف
بسم الله الرحمن الرحيم
|| تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب
||
] بيان عن عمليات عبوات الاستنزاف[
الحمد لله القائل: {وَلَا يَحْسَبَنَّ
الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ }الأنفال:59 ، والصلاة
والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم :
إننا في تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة
العرب نزف للأمة ونبشرها بالخبر السار والمفاجأة المنتظرة: لقد وفقنا الله لإسقاط
طائرة تابعة لشركة يو بي إس الأمريكية وذلك في يوم 25/ رمضان / 1431هـ الموافق 3
-9-2010 بعد إقلاعها من مطار دبي الدولي.
لقد أسقطنا الطائرة التابعة لشركة يو بي
إس الأمريكية ولكن لأن إعلام العدو لم ينسب العمل إلينا فقد تكتمنا على العملية
حتى نعاود الكرة، وقد فعلنا ذلك هذه المرة بعبوتين إحداهما مرسلة عبر شركة يو بي
إس والأخرى عبر شركة فيدإكس الأمريكيتين.
ونحن نتساءل: لماذا لم يبين العدو ما
حدث في طائرة اليوبي إس التي أسقطت؟ هل لأن العدو لم يتمكن من كشف سبب سقوط
الطائرة أم أن إدارة أوباما أرادت أن تخفي الحدث حتى لا تبين فشلها الأمني خصوصا
وأن العملية كانت قبيل الانتخابات النصفية الأمريكية؟
ونقول لأوباما: لقد سددنا ثلاث ضربات
لطائراتك في غضون عام واحد. وسنواصل بإذن الله تسديد ضرباتنا على المصالح
الأمريكية ومصالح حلفاء أمريكا.....إلخ.
إخوانكم في
تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب
الثلاثاء, 25 ذي القعدة 1431هـ
خامساً: مصير إسرائيل بين
التدافع الإنساني واللحظة العقدية.
قال الله تعالى: (ولولا دفع الله الناس
بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً) [الحج:
40].
وقال: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض
لفسدت الأرض) [البقرة: 251].
وقال: (كذلك يضرب الله الحق والباطل
فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) [الرعد: 17].
فسنت الله ثابتة لا تتغير بتغير الأسماء
ولا الزمان ولا المكان ولا تتبدل،ولذا على المريد للنجاح والانتصار أن يعمل بكل جد
واجتهاد وعزيمة وأمل، مع مراعاة جميع السنن الكونية؛ فبقدر ما يعد الرجل العدة
ويراعي السنن الكونية بقدر ما يفوز وينتصر.
قال الله تعالى: "وَلَوْ يَشَاءُ
اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ
وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ ".
العقيدة القتالية في القرآن
الكريم والسنة العطرة
قال تعالى: " قَاتِلُوا الَّذِينَ
لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا
حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29)
وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ
ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ
كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُوا
أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ
مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا
هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ
اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ
كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ
الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ
(33)".
وقال: " وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ
اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ
(190) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ
ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ
مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى
يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ
الْكَافِرِينَ (191) فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192)
وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ
انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (193)".
وقال : " وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ
وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ
الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا
وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا (75) الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ
فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا
(76)"
وقال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7)
وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8)".
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا
تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتُخْلِفَ أَبُو
بَكْرٍ بَعْدَهُ، وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ الْعَرَبِ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ
الْخَطَّابِ لِأَبِي بَكْرٍ: كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ
النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ
إِلَّا اللهُ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ
عَلَى اللهِ " قَالَ أَبُو بَكْرٍ: " وَاللهِ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ
فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ، فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ،
وَاللهِ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالًا كَانُوا يُؤَدُّونَهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهِ " قَالَ
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " فَوَاللهِ مَا هُوَ إِلَّا
أَنْ رَأَيْتُ اللهَ شَرَحَ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ
الْحَقُّ " رواه البخاري ومسلم
عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ
الْمُجَاشِعِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ
ذَاتَ يَوْمٍ فِي خُطْبَتِهِ: " أَلَا إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ
أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ، مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هَذَا، كُلُّ مَالٍ
نَحَلْتُهُ عَبْدًا حَلَالٌ، وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ،
وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ،
وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا
بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا، وَإِنَّ اللهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ
الْأَرْضِ، فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ، إِلَّا بَقَايَا مِنْ أَهْلِ
الْكِتَابِ، وَقَالَ: إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لِأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِيَ بِكَ،
وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لَا يَغْسِلُهُ الْمَاءُ، تَقْرَؤُهُ نَائِمًا
وَيَقْظَانَ، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَنِي أَنْ أُحَرِّقَ قُرَيْشًا، فَقُلْتُ: رَبِّ
إِذًا يَثْلَغُوارَأْسِي فَيَدَعُوهُ خُبْزَةً، قَالَ: اسْتَخْرِجْهُمْ كَمَا
اسْتَخْرَجُوكَ، وَاغْزُهُمْ نُغْزِكَ، وَأَنْفِقْ فَسَنُنْفِقَ عَلَيْكَ،
وَابْعَثْ جَيْشًا نَبْعَثْ خَمْسَةً مِثْلَهُ، وَقَاتِلْ بِمَنْ أَطَاعَكَ مَنْ
عَصَاكَ، قَالَ: وَأَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ
مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى
وَمُسْلِمٍ، وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ، قَالَ: وَأَهْلُ النَّارِ
خَمْسَةٌ: الضَّعِيفُ الَّذِي لَا زَبْرَ لَهُ، الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا
لَا يَبْتَغُونَ أَهْلًا وَلَا مَالًا، وَالْخَائِنُ الَّذِي لَا يَخْفَى لَهُ
طَمَعٌ، وَإِنْ دَقَّ إِلَّا خَانَهُ، وَرَجُلٌ لَا يُصْبِحُ وَلَا يُمْسِي إِلَّا
وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ "وَذَكَرَ" الْبُخْلَ أَوِ
الْكَذِبَ وَالشِّنْظِيرُ الْفَحَّاشُ " وَلَمْ يَذْكُرْ أَبُو غَسَّانَ فِي
حَدِيثِهِ: «وَأَنْفِقْ فَسَنُنْفِقَ عَلَيْكَ" رواه مسلم وغيره
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَجْتَمِعَانِ
فِي النَّارِ اجْتِمَاعًا يَضُرُّ أَحَدَهُمَا مُسْلِمٌ قَتَلَ كَافِرًا ثُمَّ
سَدَّدَ الْمُسْلِمُ أَوْ قَارَبَ وَلَا يَجْتَمِعَانِ فِي جَوْفِ عَبْدٍ غُبَارٌ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ وَلَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ
الْإِيمَانُ وَالشُّحُّ
فشرط نصرة الله تعالى لعباده هو نصرة
عباده له أولاً، وهذا يكون بالالتزام بأوامره واجتناب نواهيه.
التزام أوامره على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع
واجتناب نواهيه على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع، فإذا حصل هذا وتحقق بين
المسلمين نصرهم الله تعالى على أعدائهم الكافرين ومكن لهم في الأرض، فهو وحده مالك
الملك يؤتيه من يشاء ومتى شاء وكيف شاء وينزعه عمن يشاء كيف شاء ومتى شاء، فهو
الملك الحق، الذي لا يُسأل عما يفعل ونحن البشر نُسأل عن كل صغيرة وكبيرة حتى
الذرة.
قال تعالى: " وَكَانَ حَقًّا
عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47)".
العقيدة القتالية في التوراة
"المحرفة".
وفيها!!
1 وَصَرَخَ فِي سَمْعِي بِصَوْتٍ عَال قَائِلاً:
"قَرِّبْ وُكَلاَءَ الْمَدِينَةِ، كُلَّ وَاحِدٍ وَعُدَّتَهُ الْمُهْلِكَةَ
بِيَدِهِ".
2 وَإِذَا بِسِتَّةِ رِجَال مُقْبِلِينَ
مِنْ طَرِيقِ الْبَابِ الأَعْلَى الَّذِي هُوَ مِنْ جِهَةِ الشِّمَالِ، وَكُلُّ
وَاحِدٍ عُدَّتُهُ السَّاحِقَةُ بِيَدِهِ، وَفِي وَسْطِهِمْ رَجُلٌ لاَبِسٌ
الْكَتَّانَ، وَعَلَى جَانِبِهِ دَوَاةُ كَاتِبٍ. فَدَخَلُوا وَوَقَفُوا جَانِبَ
مَذْبَحِ النُّحَاسِ.
3 وَمَجْدُ إِلهِ إِسْرَائِيلَ صَعِدَ
عَنِ الْكَرُوبِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ إِلَى عَتَبَةِ الْبَيْتِ. فَدَعَا
الرَّجُلَ اللاَّبِسَ الْكَتَّانِ الَّذِي دَوَاةُ الْكَاتِبِ عَلَى جَانِبِهِ"
4 وَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: "اعْبُرْ
فِي وَسْطِ الْمَدِينَةِ، فِي وَسْطِ أُورُشَلِيمَ، وَسِمْ سِمَةً عَلَى جِبَاهِ
الرِّجَالِ الَّذِينَ يَئِنُّونَ وَيَتَنَهَّدُونَ عَلَى كُلِّ الرَّجَاسَاتِ
الْمَصْنُوعَةِ فِي وَسْطِهَا".
5 وَقَالَ لأُولئِكَ فِي سَمْعِي:
"اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفُقْ
أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا".
6 اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ
وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ، اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ
تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ، وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي".
فَابْتَدَأُوا بِالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ.
7 وَقَالَ لَهُمْ: «نَجِّسُوا
الْبَيْتَ، وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا". فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا
فِي الْمَدِينَةِ"
8 وَكَانَ بَيْنَمَا هُمْ يَقْتُلُونَ،
وَأُبْقِيتُ أَنَا، أَنِّي خَرَرْتُ عَلَى وَجْهِي وَصَرَخْتُ وَقُلْتُ: "آهِ،
يَا سَيِّدُ الرَّبُّ! هَلْ أَنْتَ مُهْلِكٌ بَقِيَّةَ إِسْرَائِيلَ كُلَّهَا
بِصَبِّ رِجْزِكَ عَلَى أُورُشَلِيمَ؟".
9 فَقَالَ لِي: "إِنَّ إِثْمَ
بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا عَظِيمٌ جِدًّا جِدًّا، وَقَدِ امْتَلأَتِ
الأَرْضُ دِمَاءً، وَامْتَلأَتِ الْمَدِينَةُ جَنَفًا. لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ:
الرَّبُّ قَدْ تَرَكَ الأَرْضَ، وَالرَّبُّ لاَ يَرَى"
10 وَأَنَا أَيْضًا عَيْنِي لاَ
تَشْفُقُ وَلاَ أَعْفُو. أَجْلِبُ طَرِيقَهُمْ عَلَى رُؤُوسِهِمْ".
11 وَإِذَا بِالرَّجُلِ اللاَّبِسِ
الْكَتَّانِ الَّذِي الدَّوَاةُ عَلَى جَانِبِهِ رَدَّ جَوَابًا قَائِلاً: "قَدْ
فَعَلْتُ كَمَا أَمَرْتَنِي ". أ – هـ.
وعلى ما سبق فإن الحرب القادمة قطعاً
ستكون حرباً عقائدية بين المسلمين والكفار.
ولذا فإنني أنصح كل مسلم غيور على دينه
راجياً ما عند ربه،أن يتعلم عقيدته ويعلمها لغيره، فليس من الصواب ولا العدل أن
يركز الكفارعلى عقائد فاسدة ويتعلمونها ويعلمونها لأبنائهم ويجمعونهم عليها،
ويجعلونها محور قتالهم ضد المسلمين، وفي نفس الوقت ينشغل المسلمون عن ذلك،
ويمحورون قتالهم مع الكفار حول قضايا وطنية أو قومية صرفة.
فإذا كانت عقيدة اليهود الفاسدة التي
وضعها لهم حاخاماتهم،ولا يزالون ينادون بها! ويتداعون عليها نصرة وتأييداً،ويحرض
بعضهم بعضاً على ذلك، حتى أن أنصار هذه العقيدة الفاسدة أصبحوا يمثلون نسبة 60% من
الجيش الإسرائيلي!!!
أليس من باب أولى أن تصل النسبة عند
المسلمين أصحاب الدين الحق المريدين للقتال دفاعاً عن عقيدتهم إلى 100%.
و أخيراً : لك أخي أن تتصور عندما يقاتل
المسلمون من أجل حفنة تراب ويقاتل اليهود من أجل عقيدتهم! كيف سيكون الحال؟.
وفي الختام أذكّر بأن قضية فلسطين هي
قضية عقائدية بحتة لا يجوز حرفها عن ذلك، وأن صراعنا مع الصهاينةإنما هو صراع
عقائدي ديني وتحريري وطني.
والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس
لا يعلمون
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى
الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كتبه
الباحث في الشؤون الشرعية
والسياسية
تيسير محمد تربان "أبو عبد الله"
فلسطين – غزة
الجمعة 21-12-2012م
إرسال تعليق