حوار دال ونافع دار بيني وبين ابني عبد الله
_ حفظه الله_ قبيل خطبة الجمعة بقليل:
ونحن في المسجد يوم الجمعة وقبل صعود الخطيب
المنبر بدقائق سألني ابني _والذي يبلغ من العمر تسع سنوات_، قائلاً:
لماذا لا تخطب يا أبي ؟
فقلت له: ممنوع، من حماس.
فقال: وهو يبتسم ابتسامة مفعمة بالاشمئزاز
والاستفزاز والاحراج؛ صحيح أعرف ذلك. لكن لماذا؟
قلت له: هذا أسلوب تعتمده الحكومات الفاشلة والظالمة
ميدانيًا والمستبدة واقعيًا والمرتبكة فكريًا والخائفة من مواجهة أفكار الآخرين ومناقشتها،
وهذا ما وقعت فيه حماس. يعني ببساطة واختصار انهزام فكري ونفسي.
فقال: فإلى متى ستظل ممنوعًا ؟
قلت: حتى يأذن الله بتغيير الواقع بخروج
أناس من قيادة حماس يقولون كلمة الحق ويصدعون بها وهذا أراه قريبًا بإذن الله.
فقال مستغربًا: أناس من قيادة حماس يصدعون
بالحق في وجه حماس؟
قلت له نعم. وهذا بسبب الظلم والاستبداد
المعنوي والفكري والمادي الذي تجاوز عامة الناس وطال حتى أبناء حركة حماس نفسها بل
وطال كثير من قياداتها.
أخيرًا: أعلم أن بعض إجاباتي كانت كبيرة على
عقل ابني الذي لم يتجاوز التاسعة من عمره لأنه يرى شيوخ حماس وهم يتكلمون عن العدل
والرحمة والحب والصدع بكلمة الحق.
أعلم أن المزاحمة الفكرية في عقل طفلي وذهنه أكبر
من واقعي وما طرحته عليه ولكنني طرحت عليه ذلك لأنني أعلم أن بعض الإجابات ستعلق في
ذهنه وسيكبر إن قدر الله له ذلك وهو يعلم أن حماس ليس هي الحركة التي ستنشر العدل وتقوم
بالحق، وسيبقى عالقًا في ذهنه أن هذا الواقع سيتغير قطعًا ولو بعد حين.
وهذا سيجعله
يفكر دومًا عندما يكبر بإذن الله أن يتحرك هو والمخلصين من أمثاله بالعمل على ذلك.
أسأل الله لهم التوفيق.
ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبًا.
حوار بيني أنا أخيكم تيسير محمد تربان وابني
عبد الله في مسجد حسن البنا بالنصيرات
15\8\2016م
إرسال تعليق